حمزة العطار
يتنوع الإرهاب الاسرائيلي ويكثر خصوصا في الماضي القريب من أيام خلت، لتتنوع بين مجازر وانتهاكات وقصف دون حسيب او رقيب او رادع ومجازر في غزة وقضم اراض في الجنوب السوري، ليزيد الصهاينة من إجرامهم وبطشهم دونما أفق واضح أو مسار معلوم، فما هي حقائق ما يجري ؟ وما الغاية الاسرائيلية المتوخاة من كل ما يفعل ؟ .
تزايدت حدة انتهاكات الصهاينة كثيراً في سابق الأيام دونما رؤية او هدف واضح لكل ما تفعله اسرائيل، مما يدفع للسؤال حول جدوى ما يقومون به وما الغاية المرتجاة منه ؟
من يراقب سير الأحداث اقليمياً ودولياً، يلاحظ أن كل ما يفعله الصهاينة، نتنياهو تحديداً، هو أمر منطقي، من وجهة نظره، ولا بد من السير به للوصول، ربما، الى نتيجة مرجوة .
المتغيرات الإقليمية والدولية، ألزمت نتنياهو أن يقوم بفعل ما يفعله كون الخيارات التي باتت مسموحة له، هي خيارات ضئيلة ان لم نقل معدومة، فالداخل الصهيوني ملتهب والتطرف الديني اليهودي، أخذ قراره بالانسحاب من حكومة نتنياهو وبالتالي إسقاطها . هذا من جهة، ناهيك عن مفاوضات إيرانية - أميركية تجري وفق اطار معين، ربما يؤدي الى نجاح يُسمح معه لإيران بتخصيب والاحتفاظ باليورانيوم، لأهداف سلمية، وهو ما توخته القيادة الايرانية، دون سعيها لإمتلاك السلاح النووي لما له من محاذير دينية . يأتي استمرار الحرب على غزة لمدة تخطت السنة والنصف دون تحقيق أي نتيجة، لجهة إنهاء حماس او استعادة الأسرى بغير التفاوض وهو أمر تثبته أيام القتال والصمود الأسطوري لحماس رغم كل الحظر والحصار القائم لإنهائها . مراقبة الداخل السوري تظهر إمتعاض البيئة السورية من القيادة الحالية للشرع وأعوانه، الحليف الخفي لإسرائيل والتصريحات الصادرة من كل من يعنيهم الأمر، خاصة الأميركية، التي تؤكد يقيناً، بقرب إنتهاء مرحلة الحكم الجولاني التي ما عادت طويلة، فتسعى إسرائيل أن تكسب جغرافيا في الجنوب السوري، مهمة اقتصاديا وسياسياً وأمنياً . ناهيك عن إصرار يمني على دعم جبهة غزة بطريقة تصاعدية وتطور نوعي، أجبرت أميركا أن تقوم بإجراء تفاوض أحادي مع أنصار الله، يحفظ بعض ماء وجهها الذي مُرغ بوحل اليمن، مع لحاظ أن الإتفاق الأميركي لم يكن يتيماً، سبقه قبلاً إتفاقات مع الفلسطينين، منفصلة عن تدخل اسرائيلي او حتى إعطائهم العلم، نتج عنها تحرير أسرى صهاينة يحملون الجنسية الأميركية . ولا نغفل أيضاً الاستباحة اليومية نحو لبنان، جواً وبراً وبحراً ومعلوماتياً دونما أي ردود لبنانية، لا لضعف كما يظن من هم حمقى أو غافلون، بل هو تكتيك لبناني ممن أوقفوا الصهاينة قبلاً على إجر ونص ولا يزالون يملكون الكثير من عناصر القوة والقدرة على الخوض مجدداً في جولة حرب مع اسرائيل مهما استمرت أو قست، لكن الصمت والانتظار اللبناني، الاصفر تحديداً، نتيجة معرفة ويقين بحاجة إسرائيل اليوم لفتح جبهات، تُعمي الداخل الإسرائيلي عما يسعى إليه من إطاحة بالحكومة، وتؤجل انفاق إيراني أميركي، ربما يتم الاعلان عنه في أي وقت، إعلان سيعود بكثير من نفع تجاه إيران وحلفائها، وتثبيت المكانة الايرانية الإقليمية بل الدولية التي حصلت عليها بالصبر والاقتدار .
تلك الاسباب وغيرها يدفع بالسير في نتيجة حتمية لا رجعة عنها، هي نصر كامل للمحور، ستتجلى نتائجه تباعاً في القادم القريب، لن تكون خاتمته نهاية حكم نتنياهو واستبداله القسري القريب .
النتيجة الحتمية، يراها نتنياهو ويعيش هواجسها يومياً، لذلك يلجأ الى محاولة خلق ظروف مغايرة لكل ما هو قادم في المنطقة، تسمح له بالاستمرار في الحكم فترة أطول، وهو أمر بات بعيداً عن نتنياهو، لفهم العاقلين المقتدرين في المنطقة من الرد، بنوايا نتنياهو ومخططاته وانكساره الذي بات قريباّ، ربما أقرب مما نتخيله ونرجوه .
المتغيرات الحاصلة والتي تحصل، فرضت واقعاً مغايراً في المنطقة، بعيداً عن أماني نتنياهو وأحلامه، وفرضت أيضاً قوى أصبح لزاماً على ترامب النظر إليها والتفاوض معها، وهو التاجر الذي أتى لتحصيل المكاسب لأميركا ولشخصه، أمر يستوجب الهدوء العالمي، خاصة في الشرق الأوسط، وهو أمر قد تناولته منذ ما قبل الانتخابات الأميركية، عن أن فترة حكم ترامب، ستكون فترة الهدوء العالمي ونزع فتائل الحروب، لتحصيل القدر الأكبر من المكتسبات .
معارك انتهت أو شارفت على النهاية، وشخصيات رُسم لها طريق النهاية، للسير نحو هدوء عالمي يرخي بظلاله على الجميع، في كافة النواحي، ويأخذ منه المفاوضون العالميون الأقوياء، كل ما يرجون وكل ما عملوا من أجله .
حمزة العطار